الصافي سعيد: 'سعيّد ينقصه التكوين السياسي.. ورّط نفسه وعمّق مأساتنا'
اعتبر السياسي والكاتب الصحفي، الصافي سعيد، اليوم الأحد 16 أفريل 2023، أثناء استضافته في برنامج "جاوب حمزة"، أنّ الدول العربية هشّة ولا تحتمل فعل الثورات التي تتحوّل عادةً إلى فوضى، ليصبح تأثيرها عكسياً.
وأوضح سعيد أنّ الطبقة السياسية هي المسؤولة عن ما آلت إليه الأمور بعد الربيع العربي، حيث أنّها انقلبت على تطّلعات الشعوب.
وقال: "بعد أن تشبّعت وقرأت ولاحظت.. وجدت أنّ الثورات هي خراب على البلدان الهشّة. فالثورة فعل عنيف ممنهج، ونحن لا نملك منهجية ولا احتمالا للعنف..''.
"القذافي لم يحسن التقدير.."
وفي هذا السياق، اعتبر الصافي سعيد أنّ المعمر القذافي لم يحسن التقدير، حيث كانت لديه طموحات أكثر من الإمكانيات وهو ما أدّى به إلى الجنون.
وقال: "لو لم يُقتل القذّافي لاختفى لسنوات ثمّ ظهر من جديد..".
وأشار إلى أنّ القذافي كان يُريد الموت في وطنه، وتحديدا سرت، وقد كان متوجّها إلى قريته حين تمّ إيقافه، معتبرا أنّ "طريقة قتله كانت مسرحية".
وثمّن الصافي سعيد تاريخ ليبيا السياسي، مشيرا إلى أنّ "جمهورية طرابلس" هي أولى الجمهوريات في تاريخ العرب والمسلمين المعاصر.
بورقيبة وبن علي في ماذا يشتركان؟
وخلال حديثه عن رؤساء تونس السابقين، اعتبر الصافي سعيد أنّ الراحل الحبيب بورقيبة كان يؤمن بالعمل والمنهجيات، لكنّه يتشارك مع الراحل زين العابدين بن علي في جعل تونس ضعيفة، على حدّ تقديره.
وأوضح الصافي سعيد أنّ تونس تسنّت لها عديد الفرص، كي تُصبح قوية، لكنّهما لم يُحسنا استغلالها، وعملا بعقلية صغيرة وبخوف دائم على الحكم، وفق قوله.
وقال: "بن علي كان مدفوعا.. ما كان ليكون رئيسا دون موافقة الجزائر وليبيا وإيطاليا".
واعتبر الصافي سعيد أنّ الراحل محمد الباجي قائد السبسي عبارة عن "فاصل موسيقي"، وقد جاء نتيجة تسوية لظروف سياسي، وبدفع من الجيران الجزائريين، على حدّ قوله.
"قيس سعيّد ينقصه التكوين السياسي"
وتحدّث الصافي سعيد كذلك، عن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، داعيا إياه إلى يحسم الأمور مع نفسه، معتبرا أنّ "قيس سعيّد ينقصه التكوين السياسي".
وقال: "سعيّد يُعاني مشكلا مع نفسه ومناوراته ضعيفة.. وقد ورّط نفسه في معارك هو غنّي عنها، كما عمّق مأساتنا وكرّه النّاس في الديمقراطية".
وأضاف أنّ الديمقراطية في تونس تشهد تراجعا ملحوظا، وهو ما "يُعجب جيراننا الذين لا يُريدون رؤية ديمقراطية تتنّفس"، على حدّ تعبيره.